دروس و بحوث و مقالات موثقة و مدروسة حسب المنهاج الدراسي لقسم آثار كلية علوم إنسانية جامعة قالمة
مقال حول تاريخ المغرب القديم و إشكالية بداية العصر التاريخي
الحصول على الرابط
Facebook
X
Pinterest
بريد إلكتروني
التطبيقات الأخرى
الأستاذ الدكتور عبد اللطيف الركيك-الرباط-المغرب (أستاذ التاريخ والجغرافيا بسلك التعليم الثانوي التأهيلي)
البريد الالكتروني : Abdellatif.ereguigue@yahoo.fr المؤهلات الدراسية: الدكتوراه في التاريخ من جامعة محمد الخامس بالرباط(المغرب)، بميزة مشرف جدا مع توصية بالنشر، سنة 2007. دبلوم الدراسات العليا المعمقة في التاريخ من جامعة محمد الخامس بالرباط(المغرب)، بميزة حسن، سنة 2000. الإجازة في التاريخ من جامعة شعيب الدكالي بالجديدة(المغرب)، بميزة مستحسن سنة 1996. الباكلوريا في الآداب العصرية بميزة مستحسن، سنة 1993. الأطروحات الجامعية المنجزة: أطروحة الدكتوراه: ” الحضارة القرطاجية بين المحلي والمستورد” رسالة دبلوم الدراسات العليا المعمقة: ” إفريقيا على ضوء المستخرجات الأثرية” رسالة شهادة الإجازة: ” النخب المخزنية المغربية خلال القرن 19 الميلادي” المهارات المكتسبة: الحصول على منحة للبحث العلمي من وزارة التعليم العالي بالمغرب بين 1999 و 2006 الحصول على منحة للبحث العلمي من جامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 2002 و 2006 لإجراء أبحاث علمية بتونس. المشاركة في الدورات التكوينية التي نظمتها جامعة محمد الخامس بالرباط لفائدة الباحثين بسلك دبلوم الدراسات العليا المعمقة والدكتوراه في الفترة ما بين 1999 و 2007 المشاركة في الدورات التكوينية التي نظمتها بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الرباط-المغرب ما بين 2011 و 2012 تقديم محاضرات علمية بجامعة محمد الخامس بالرباط لفائدة طلبة سلك الإجازة والباحثين بسلك دبلوم الدراسات العليا المعمقة والدكتوراه في الفترة ما بين 1999 و 2007 المشاركة في الحفريات الأثرية التي جرت بموقع عزيب السلاوي(القصر الكبير شمال المغرب) سنة 1999 تقديم محاضرتين حول “الحضارة القرطاجية” بالمعهد الأمريكي للدراسات المغاربية بتونس في 2002 و 2006 الخبرات المهنية: أستاذ (حاليا)التاريخ والجغرافيا بالتعليم الثانوي التأهيلي بثانوية فاطمة الزهراء، نيابة الخميسات، أكاديمية الرباط سلا زمور زعير. أستاذ سابق للتاريخ والجغرافيا بمؤسسة الأشبال الخصوصية بالرباط-المغرب في الفترة بين 2010 و 2013 أستاذ سابق للتاريخ والجغرافيا بمؤسسة يوسف ابن تاشفين الخصوصية بالرباط-المغرب برسم الموسم الدراسي 2012-2013 مؤطر سابق لدروس محو الأمية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الرباط- المغرب بين 2009 و 2012 مستشار تربوي سابق بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الرباط- المغرب بين 2011 و 2012 المقالات العلمية المنشورة والمرقونة: “بعض أوجه التفاعل بين اللغتين الليبية والبونية خلال الفترة القرطاجية” مجلة أسيناك، ضمن ملف التنوع اللغوي والثقافي، مجلة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، عدد رقم 1، ماي 2008، ص ص 31-48. “مساهمة الإقتصاد الريفي الإفريقي في ازدهار قرطاج” مجلة البادية المغربية، العدد 2، السنة الثانية، ص ص 41-66. “مساهمة الأمازيغ في العلاقات التجارية بين قرطاج والصحراء”، 20 صفحة (مقال غير منشور). “التبادل التجاري بين قرطاج والصحراء وهوامش إفريقيا الغربية”، 16 صفحة (مقال غير منشور). “أبحاث حول العناصر المحلية في الحضارة القرطاجية(إشكاليات ومناهج)، 15 صفحة (مقال باللغة الفرنسية غير منشور). “إشكالية دور الوساطة القرطاجية بين المغرب القديم والإغريق وجنوب إيبيريا” 13 صفحة (مقال غير منشور). “ما هو النظام السياسي الذي تبناه القرطاجيون خلال الحقبة القديمة” 18 صفحة (مقال غير منشور). اللغات: اللغة العربية: إجادة تامة اللغة الإنجليزية: للتواصل نطقا وكتابة اللغة الفرنسية: للتواصل نطقا وكتابة
مقال (منقول) تاريخ المغرب القديم وإشكالية بداية العصر التاريخي
عند الحديث عن تاريخ المغرب القديم تنتصب أمامنا إشكاليات منهجية ومفاهيمية عويصة تأتي في مقدمتها إشكالية بداية العصر التاريخي، ومؤدى هذا الإشكال نختزله في السؤال الآتي: متى بدأ العصر التاريخي في المغرب القديم؟ وما هي الأحداث التاريخية التي أسست لذلك؟ ما رسخ في الكتابات التاريخية الأجنبية على وجه الخصوص، وما وقع ترسيمه فيما بعد، هو أن فجر التاريخ(استعمال الكتابة) في المغرب القديم يبتدأ بقدوم البحارة الفينيقيين إلى السواحل المغربية في أواخر الألفية الثانية ق. م(حوالي 1200 ق.م). فقد نقلت لنا المصادر الإغريقية واللاتينية بأن هؤلاء التجار المشارقة، الذين كانوا بالكاد قد توصلوا في بلادهم الأم بفينيقيا إلى اختراع الأبجدية، قد أنشؤوا المدن على امتداد المرافئ المغربية. هذه الإشارات المصدرية لا يمكن اعتبارها تاريخا ينطوي على معطيات وحقائق تاريخية، وإنما تبقى في حيز النقد والمسائلة التاريخية بمقابلتها بمعطيات أخرى وباعتماد مناهج صارمة. إننا، بصدد ما ذكره الإغريق واللاتين، نبقى في منزلة بين أقوال وروايات، وبين معطيات العلم من خلال تحريات الأبحاث الأثرية الرصينة غير الموجّهة وغير المتأثرة بتلك المعلومات. يتميز الوجود الفينيقي بسواحل المغرب القديم بالغموض بسبب ندرة النصوص التاريخية حول النشاط الفينيقي بالمنطقة، فبالأحرى الحديث عن تأسيس مدن ومراكز فينيقية. ينضاف إلى ذاك ضآلة ما بحوزتنا من المعطيات الأثرية الدقيقة التي يمكن أن تبرهن بأدلة ملموسة على تأسيس مدن فينيقية بالمنطقة. ورغم ذلك حاولت الأبحاث الأثرية و الدراسات التاريخية إثبات وجود مرحلة فينيقية بأهم مواقع المغرب القديم من منطلق اعتقادهم ببداهة وصول الفينيقيين إلى المنطقة، وتأسيس المدن، وتوطين ساكنة فينيقية بها. فقد أشار الإغريق واللاتينيين في إشارات غامضة إلى تأسيس المدن الفينيقية بسواحل المغرب القديم(STRABON, Géographie, XVII, 3, 2-3)، وذلك بالرغم من أن الكتاب القدامى أنفسهم قد شككوا في وجود مدن فينيقية بسواحل المغرب القديم. فقد انتقد أرتميدور إيراتوسطين، وهو مصدر رواية سترابون حول المدن الفينيقية بالمنطقة، لحديثه عن وجود مئات المدن الفينيقية بساحل الأمبوريات جنوب ليكسوس ما دام لم يوجد أثر ولو لواحدة من تلك المدن المزعومة. علما بأن سترابون نفسه كان يدرك بأن ما كتبه القدامى حول الساحل الأطلنتي للمغرب هو محض خرافات من نسج الخيال(STRABON, Géographie, XVII, 3,3 et 3, 8). أما من ناحية إفادات المعطيات الأثرية، فلا شك أن الأبحاث الأثرية بالمواقع المغربية قد تأثرت بنتائج أولى الحفريات التي باشرها الفرنسيون والتي ظلت محكومة على غرار الحفريات التي أنجزها الأوروبيين بشمال إفريقيا بمحاولة تأكيد صحة الروايات الأدبية بالرغم من أن معرفة هؤلاء بآثار الفينيقيين بمهد حضارتهم بالساحل اللبناني لا زالت ضعيفة. ومن هذا المنظور أصبح الوجود الفينيقي بالمنطقة معطى أكيدا يجب إثباته بحيث أصبح هناك إطار نظري يتلخص في وجود مرحلة فينيقية في كل موقع مغربي وهي المرحلة الأقدم تتلوها مباشرة مرحلة قرطاجية ثم رومانية و هكذا. من يميل لتصديق روايات الكتاب الإغريق واللاتينيين، ينطلق نحو تأكيد وجود مدن فينيقية قديمة، بينما ينزع من يتسلح بالصرامة النقدية إلى الحديث عن مدن فينيقية محتملة واشتراط تأكيد تأسيس المدن الواردة في المصادر بمعطيات أثرية كافية. وفي هذا الإطار، تُطرح آفاق أخرى للبحث في موضوع بداية العصر التاريخي بالمنطقة عبر توسيع زاوية المقاربة لتشمل معطيات مجموع مناطق شمال إفريقيا وهوامشها الصحراوية بل وحتى الصحراء الكبرى باعتبار أن ذلك المجال الشاسع يتسم بنوع من التقارب الحضاري الأكيد. ففي ذلك المجال تتوفر بقايا رموز وأشكال بدائية لكتابة محلية في طور اختزال عدد الرموز، وهي الرموز الكتابية التي أرخها البعض(الباحثة الجزائرية مليكة حشيد) بما بين 1500 و1300 ق.م، وهذا معطى أثري يفيد بوجود أشكال من الكتابة المحلية المستقلة قبل فترة من مجيئ الفينيقيين، ويطرح احتمال بداية العصر التاريخي بمنطقة شمال إفريقيا والصحراء، ومن بينها المغرب القديم، خلال فترة سابقة، أو على الأقل مزامنة لقدوم الفينيقيين إلى المناطق الساحلية من شمال إفريقيا القديم. ينضاف إلى ذلك معطى آخر يتعلق بقدم العلاقات بين سكان شمال إفريقيا القديم والمصريين الذين كانوا يستعملون الكتابة منذ فترات سابقة على مرحلة الانتشار الفينيقي بالسواحل الشمال إفريقية. تطرح هذه المعطيات فرضية أخرى مفادها أن الفينيقيين قد اتصلوا ربما بساكنة تعرف، ولو في حدود بدائية أقل اكتمالا مما توصل إليه الفينيقيون بالساحل اللبناني، استعمال رموز وعلامات وأشكال كتابية، وبالتالي يكون من المفيد عدم ربط العصر التاريخي بالمغرب القديم وشمال إفريقيا عموما بتأثير استعمال الأبجدية الفينيقية في المنطقة بشكل يقيني ومُبرم وحاسم. فما دمنا في حيز التخمين ولا نملك معطيات حاسمة، فلما لا نفترض أن دخول المنطقة للعصر التاريخي لم يرتبط بالضرورة بعامل خارجي. هذه فرضية تُطرح جنبا إلى جنب مع فرضيات أخرى، بالنظر إلى هشاشة المعطيات المرتبطة بالموضوع في شموليتها، وبالتالي لا نجد من داع لسحبها من المقاربة التاريخية التي تطرق إشكالية بداية العصر التاريخي بالمغرب القديم. إن ترسيم قطائع وأحكام تاريخية جاسمة في حول هذه الفترة الموغلة من تاريخنا والمتسمة بندرة الإشارات في المصادر القديمة وضعف الأبحاث الأثرية، وتحويل روايات وأقوال القدامى، التي ربما تكون عبارة عن مرويات ملفوفة بطابع الأسطرة والغموض وتحمل الكثير من الأخطاء دون تعريضها للمقاربة النقدية التحليلية الصارمة، إلى مرتبة المعطى التاريخي الأكيد قد يكون أمرا معرقلا للبحث في هذه الإشكالية أكثر منه مفيدا له. وهذا الوضع الهش للمصادر ولإفادات الآثار على حد سواء يفرض على معشر الباحثين التأني والحزم المنهجي وعدم الاستكانة للميولات الموجهة التي رسمت لحد الآن بديهيات ومسلمات تتماهى مع الروايات الأدبية الغامضة بفعل تأثير ما كتبه المؤرخون الأجانب في الموضوع أكثر ما تنتصر للبحث العلمي الرصين والمحايد. إن تحويل مجرد ترجيحات مبنية على ما ذكره الكتاب الإغريق والرومان دون تمحيص محايد، وتحويل ذلك إلى متاريس يصطف حولها فريق من الباحثين مقابل فريق آخر لا يرى فيما جاء في المصادر حقائق ويقينيات تاريخية، وتعنت كل فريق وتمسكه بما لديه. كل ذلك يجعل تاريخ المغرب القديم ضحية لهذا التنازع، ويعطي صورة سلبية عما يقدمه كل طرف، ويؤثر على علمية الأبحاث، ويجعلها موجهة من البداية لخدمة جهة معينة. وفي الختام، حسبنا أن نستنتج في استحضار تام للمحاذير التي أشرنا إليها أعلاه، وبعيدا عن ادعاء الحسم في الموضوع، بأن بداية الفترة التاريخية في المغرب القديم تبقى غامضة. على أن غموض المسألة وقلة المصادر والوثائق، والرغبة في تقديم إضافة في الموضوع لا ينبغي أن تقودنا إلى التعسف والاستعجال في إيجاد إجابات متسرعة لقضية جد شائكة في تاريخنا القديم. وحسبنا أن نُرجح بكل حذر ونسبية أن الترتيب المنطقي للمعطيات الأثرية والقراءة النقدية للمصادر يدفع إلى الاستخلاص بأن دخول المغرب القديم إلى العصر التاريخي قد تم بفعل عوامل محلية، وأن ذلك قد تزامن مع الانتشار الفينيقي بالمنطقة.
مراجع المقال:
-محمد الصغير غانم، التوسع الفينيقي في غرب البحر المتوسط، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزي، بيروت، الطبعة 1، 1989. -ستيفان كسيل، تاريخ شمال إفريقيا القديم، الجزء الخامس، ترجمة محمد التازي سعود، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، الرباط 2007. – شارل أندري جوليان، تاريخ إفريقيا الشمالية، تعريب محمد مزالي والبشير بن سلامة، مؤسسة تاوالت الثقافية، 2011. -بن السعدي سليمان، علاقات مصر بالمغرب القديم منذ فجر التاريخ حتى القرن السابع قبل الميلاد، أطروحة لنيل الدكتوراه في التاريخ القديم، جامعة منتوري، قسنطينة، السنة الجامعية 2008-2009.
تعليقات
إرسال تعليق